رواية إصرار لبوشعيب الساوري، اسمها هشومة-شعيب حليفي-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

رواية إصرار لبوشعيب الساوري، اسمها هشومة

  غلاف رواية "إصرار"    

    السيرة الإشكالية
      تأتي  الرواية الثانية  للكاتب المغربي بوشعيب الساوري "إصرار" ،  بعد  نص سابق ( غابت سعاد ) لتأكيد إصرار الكاتب على الاحتفاء بالحكاية والحفر في تفاصيلها المنسية انطلاقا من شخصية المرأة وهي تروي حكايتها لإضاءة جوانب ساخنة من طفولتها القاسية ، وما تعرضت له من جروح وجودية تركت في نفسها ألاما فائرة بمشاعر متناقضة من الحب والكراهية ، مشتتة في تفاصيل شخصية بين ثلاثة فضاءات : البيت بما يمثله  من ضيق وتوتر ؛ والمدينة (كنيخ = ثلاثاء سيدي بنور ) بأزقتها ودروبها حيث التسكع والصراع من أجل كسب لقمة العيش ؛ أما الفضاء الثالث فتمثله خزائن الماضي الملآى بحياة متقلبة وعابثة  لأبويها في فضاءين آخرين : فنطاسة والكوارط .
وبالتناوب مع حكايتها التي رسمت فيها أنين جروحها ، تستدعي الراوية شخصية هشومة ، وبإصرار، ما ميّز  حياة والديها من خصام دائم بعد قصة حب مليئة بالمفاجآت . كما تستدعي فضاء كنيخ، مدينة مركزية في الحكاية ، وما يحيط بها من فضاءات للبؤس تأوي عالم البؤساء والمهمشين .
وقد اختار المؤلف أسلوب السيرة الإشكالية على لسان هشومة الساخن، وذلك  لكي تفهم ما جرى وما يجري في بيتهم أولا ، وفي المجتمع ثانيا ، ولكي تتخلص من حاضرها وتحوله إلى ماض منبوذ ، وقد قررت الابتعاد عن كنيخ ، عبر اختيار  السفر وما يحمله من شعور عام بالتطهر، وآخر مزدوج يزاوج بين الحنين والضجر .
كما اختار الكاتب تقنيات ثلاث بارزة للبناء الجمالي العام للرواية ، تمثلت في تقطيع النص إلى 33 مقطعا مشهديا ، وفي إتباع أسلوب التناوب بين أنا هشومة وأنوات الآخرين ؛ مثلما لجأ المؤلف إلى اختيار حفلت به كل المقاطع وهو تلك التمهيدات التأملية في القضايا التي تطرحها الرواية .



•    مرآة العتبة
لا يمكنُ ، في أي تحليل ، الاطمئنان إلى نتائج بحث حول علاقة الغلاف بدلالات النص ، خصوصا إذا ما تعددت الطبعات . لكننا في رواية إصرار نجد ما يغري بالنظر إلى تلك العلامات المتبادلة بين غلاف يُمثل صورة امرأة بلباس أبيض على كرسي اعتراف وسط السواد ، وبين هشومة كما تتجسد في الرواية وهي تتكلم بتلك الجرأة في اثنين وثلاثين مقطعا من الرواية ، فيما جاء المقطع الأخير عبارة عن نهاية مُطابقة لتلك الصورة وهي تقول : " وضعتُ حكايتي على مائدة الأكل وانسللتُ مغادرة أحث الخطى باتجاه المحطة " (ص135.).
هل تريد هشومة / الصورة إخفاء وجهها أم ندوبها الوجودية ؟ أم أن هشومة / الحكاية تسافر لتنسى وأن الكتابة ، باعتبارها تخييلا ووعاءً سحريا ، هي علامة مجازية للخلاص ؟.
نفس الشيء في الاستهلال الوارد ببداية الرواية ، مقطع من أغنية شعبية لناس الغيوان يختزل ما سترويه هشومة ، التي تقول كلامها لترحل في زمن الحزن والدموع والمرارة .
كل شيء في رواية " إصرار" ، ومنذ البداية : عنوانا وغلافا واستهلالا يؤشر على أن النص يحكي عن محنة بأسماء متعددة ، انطلاقا من حياة اسمها هشومة ، بصوتها حول علاقة حب مزدوج للحكي ، حب عنيف على حافة الكراهية . حب وكره  ، في آن،  للمدينة ولوالديها ، فهم جميعا في أزمة وتوتر وحقارة.



  هوامش
-غابت سعاد، رواية، دار أسامة، الجزائر 2008.
- إصرار، رواية دار الألمعية، الجزائر 2011.
  شعيب حليفي-المغرب (2014-01-13)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

رواية إصرار لبوشعيب الساوري، اسمها هشومة-شعيب حليفي-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia